نعت أوساط عدلية ومجتمع أعمال البر فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبيد، الذي قضي أكثر من نصف قرن في خدمة الوطن من خلال العمل العدلي (قاضياً) ومؤسساً لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ومشرفاً على الحلقات، وراعياً لجمعيات البر الخيرية خصوصا في منطقة الباحة، وتمت الصلاة على الفقيد اليوم الثلاثاء في جامع الجوهرة البابطين في الرياض ودفنه في مقابر الشمال.
ولد الراحل في بلدة البدائع بالقصيم عام 1353هـ، ودرس في الكتاتيب وألحقه والده بمدرسة الأيتام الابتدائية بالرياض، وتخرج منها عام 1372 هـ، ثم واصل تعليمه في معهد الرياض العلمي، والتحق بكلية الشريعة، وتخرج منها عام 1381هـ، فصدر قرار تعيينه قاضياً في محكمة الرياض، ورفض القرار وبكى أمام سماحة رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم، لكي يعفيه، فألزمه بالعمل القضائي في محكمة الرياض، وقضى فيها 12 عاماً، ثم عمل رئيساً لمحاكم الحدود الشمالية لمدة سبعة أعوام، وفي عام 1400هـ صدر قرار تعيينه رئيساً لمحاكم منطقة الباحة، برتبة قاضي تمييز وشهدت المنطقة في عهده نقلة نوعية قضائياً وعملاً خيريا، وتمت ترقيته عام 1415هـ إلى رئيس محكمة تمييز إلى أن تقاعد عام 1422هـ.
عرف عنه رحمه الله، اشتغاله بالدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وأسهم في الدروس الفقهية، وتبنى مشروع بناء المساجد، وأسس جمعية البر الخيرية وجمعية تحفيظ القرآن الكريم في منطقة الباحة، وكان رئيساً لهما، وكانت شفاعته مقبولة، وجاهه لا يُرد، وله من الأعمال المشهودة والخفيّة ما رفع مكانته في المجتمع وعزز علاقته بالناس فأنهى خصومات وأسهم في تسديد ديون معسرين، وكان يعشق الاطلاع والقراءة، ومتابعة إصدارات كتب الفقه والفتاوى.